مقالات

في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة

د· يكن: لا تزال قائمة إلى هذا الوقت

 

 


أوضحت د· "منى حداد يكن" رئيسة جامعة الجنان بطرابلس أن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم شكلت علامة فارقة في تاريخنا الإسلامي وفي حضارة البشرية، حيث خرجت بهم من عبودية الناس الى عبادة رب الناس، ومن ظلمات الجهل الى نور الإيمان وضياء العلم، ومن التشرذم والتفرق الى الاجتماع والوحدة·

لقد كانت هجرته عليه الصلاة والسلام إيذاناً بقيام مجتمع مدني أساسه الإصلاح، ويقوم على الحرية والعدالة والمساواة، وأنه السبيل الأوحد لأمن البشرية وسعادتها ورفاهها، وفيه توصيف كامل للعلاقة مع الله تعالى ومع المجتمع ومع النفس، انطلاقاً من حقيقة ثابتة هي قوله تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك الآية 14)·

وبهذا المعنى، فإن الهجرة بمفهومها الواسع لا تزال قائمة الى هذا الوقت، لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : "·· والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" (رواه البخاري، 6003)·

إن المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، جعلت بعض الناس يتجهون صوب الغرب لينعموا ببعض الفرص التي يفتقدونها في الوطن الأم، وقد تكون الهجرة مجرد مساحة من حرية، ولكن من هؤلاء من حمل الوجه الجميل للإسلام، فكانت هجرته إيجابية فاعلة، ضخت في الغرب دماً نقياً، فغيرت المفاهيم وأزالت الحجب وأفرزت عقولاً فذة يشار إليها بالبنان، فتحت أبواباً من المعرفة على مصراعيها دخلها القوم هناك للتعرف على هذا الإسلام العظيم والميراث الكبير·

وآخرون بعدت بهم الشقة، وجدوا في الغرب متنفساً لشهواتهم، فذابوا وأصبحوا أثراً بعد عين، فلا هم يرون وطنهم وأهلهم ولا هم أحسنوا لأنفسهم·

إن الجاليات العربية والإسلامية في الغرب، قادرة على تغيير موازين القوى، خاصة وأن الإسلام قد أضحى الدين الثاني في كثير من الدول هناك، والمطلوب الوحدة والتماسك وإظهار الإسلام السمح المحاور، الداعي الى الفضيلة، ليشكل عامل ضغط باتجاه إحقاق الحق ورفع الظلم، بعد أن صمت الآذان عن تلبية نداء النصرة
 

جريدة اللواء - الاثنين في 7 شباط 2005 الموافق 28 ذو الحجة 1425