ما قيل عنها خلال حفل التأبين الرسمي

كلمة جامعة الجنان - رئيس الجامعة أ.د. عابد أمين يكن

 

أيها الحفل الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. و أهلاً بكم في رحاب جامعة الجنان.. حيث نلتقي اليوم في ذكرى أستاذة فاضلة عزيزة علينا جميعاً.. فقدناها.. وبغيابها خسرنا قائدة ومربية وداعية... وعنوانا بارزا في الفضل والخلق.. حرصت على خدمة وطنها وأمتها.. واتسمت بطيب المعشر ودماثة الخلق وصدق القول والعمل.. بل كانت لوحدها أمة من القيم والمعاني النبيلة..

إنني أقف اليوم في مكانٍ يعز علي أن أقف فيه.. أقف مكان من كانت تعطي عطاء حقيقيا حيث تبنى الأجيال ويكون الإنسان قيمة معرفية لا يقدر بثمن... أقف مكان من قدمت الكثير ليكون صرح الجنان صرحا عالمياً شامخاً.. وإن الوقوف في موقف كان لرئيسة الجامعة ومؤسِّستها الأستاذة الدكتورة منى حداد يكن رحمها الله.. معناه المسؤولية كلها والأمانة بثقلها كاملة... وفيه إستحضار الماضي بما يحمل من أمجاد وتاريخ.. واستشراف للمستقبل بما يحمل من مبشرات وتحديات.

 

إن القراءة المتأنية لتاريخ جامعة الجنان يشهد أن ورائها همة عالية لإنسانة عظيمة تحلت بالإرادة والعزم والتصميم.. فمن مدْرسة تحوي بِضعة عشر تلميذاً.. إلى جامعة عالمية امتد أثرها الطيب لأرجاء المعمورة.. ولا تزال تمد الشباب الواعد بتخصصات جديدة.وليس ذلك بغريب.. فمن عملت على تأسيس الجامعة زمن الحرب.. كمن يسبح عكس التيار.. قادرة على أن توصل رسالتَها ورؤيتَها إلى مكانها الصحيح.. وها هي في سبيل عالمية الرسالة تستضيف في جامعتها طلبة العلم والمعرفة من كل بقاع الأرض..

 

وبتوجيهات منها - رحمها الله - خرجَت جامعة الجنان من الكم إلى النوع من خلال قناعاتها الناتجة عن خلاصة خبرة أكاديمية تراكمية تتعدى خمسة وعشرين عاما في مسيرة التعليم العالي والدراسات العليا.. تسبِقها خمسة وعشرون في إدارة العمل التربوي.

 

إن الثوابت التي سنمضي عليها.. هي نفسها تلك التي آمنت بها الرئيسة المؤسِّسة رحمها الله.. فبالإضافة إلى التّطوير المعرفي والبحث العلمي.. فإننا سنعزز روابط الجامعة بالمجتمع أكثر فأكثر من خلال خلق الشراكة وإضفاء الإحترام المتبادَل وقبول الآخر وتعزيز حقوق الإنسان ودعم الحوار البنّاء.. وما هذه العناوين إلا غيض من فيض.

 

أعزائي.. ندرة هم الذين وهبوا حياتهم لنشر المعرفة.. وترسيخ دعائم الأخلاق والقيم.. ندرة هم من كانت لحياتهم أهداف واضحة محدودة.. يسيرون لإنجاحها بثبات وحكمة.. ويدعون إِليها بروية واقتدار علمي فائق.. والأندر من ذلك أن يعيش الإنسان فكراً وعملاً في هذا المناخ القيمي والفكري الأرقى دون أن يحيد عنه... هذا وإن الاستمرار والثبات على المبدأ والمنهج.. هو الذي ميز أستاذتنا القديرة الراحلة أمِّ الجنان التي وضعت نصب عينها أن تنال الجنان.. فرسمت لنفسها توجهاً واضحاً.. ومنحى حياةٍ ذاخرةٍ بقيم الإيمان والعدالة والإنصاف والحق والخير.. وستنال الجنان إن شاء الله.

 

وأنتهز لقائنا اليوم لأعلمكم أن مجلس جامعة الجنان قد قرّر تخصيص "كرسي دكتوراة الرئيسة منى حداد يكن" ليكون للمتميزين من طلبة العلم.. وذلك إستبقاءً لذكر الرئيسة المؤسسة.. وامتداداً لأعمالها الصالحة في حياتها.. وفي ذلك صدقةٌ جاريةٌ وعلمٌ ينتفع به بعد رحيلها رحمها الله..

 

السادة الأفاضل.. أيها الحضور الكريم..

 

لا أريد أن اطيل عليكم لأفسح المجال لمن ودّ مشكوراً أن يشاركنا حفلنا اليوم.. وفاءً ومحبةً للراحلة الغالية علينا جميعاً..

 

وختاما..باسمي وباسم أسرة جامعة الجنان.. نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان للسادة أصحاب الفخامة والسيادة والمعالي والسماحة لمشاركتهم لنا عزائنا ومصابنا.. وأقول للقادمبن من أرجاء لبنان.. ومن خارج لبنان.. نقدّر عالياً مشاركتكم.. وفقكم الله.. ووفق جمعكم.. وبارك فيكم... وتغمّد الرئيسة الراحلة برحمته... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

للمزيد من الصور انقر هنا...