ما قيل عنها خلال حفل التأبين الرسمي

كلمة الأمين العام للاتحاد النسائي الإسلامي العالمي - د. مزاهر محمد أحمد عثمان

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، في البدء الشكر أجزله لجامعة الجنان لدعوتها الكريمة لنا للمشاركة في تأبين اختنا الفقيدة د/ منى حداد والتحية لـ

السيد/ رئيس جامعة الجنان.

الاخت الفضلى أ/د/ سعاد الفاتح البدوي مؤسس الاتحاد النسائي الاسلام العالمي والامين العام الاسبق.

الاخت الكريمة: أ/ احسان الغبشاوي مستشار الاتحاد والامين العام السابق.

أسرة الفقيدة. د/ منى حداد.

السادة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

الاخوة والاخوات الحضور مع حفظ مقاماتكم السامية الرفيعة.

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

واستهل كلمتي ببضع أبيات من الشعر واستميح أمير الشعراء في رثائه لمصطفى كامل وأقول في أختي الراحلة المقيمة:

 

 

 

 

الأخت الراحلة المقيمة د/ منى حداد يكفيها أن شيَدت صرحاً علمياً عملاقاً ينفعها في اليوم الآخِر، فقد كان لها شرف إنشاء جامعة الجنان في 1988م وهي إحدى مؤسسات الجنان التربوية العاملة منذ العام 1964م وهدفها في ذلك تمكين الطلاب من الحصول على: كفاءات علمية، قيم أخلاقية ومهارات عصرية خدمةً وتنميةً للمجتمع، هذا الصرح الذي أسسته أختي الراحلة المقيمة د/ منى حداد عمدت من خلاله لعقد اتفاقيات مع اكثر من 50 جامعة كان لبلدي السودان شرف التعاقد لخمس من مؤسساتنا التعليمية:

 

•  جامعة امدرمان الاسلامية (جامعتي التي أُدرسُ بها)

•  جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية.

•  المعهد العالي للدراسات المصرفية.

•  جامعة الاحفاد.

•  جامعة الرباط.

 

ولم يقف تعاقدها مع المؤسسات التعليمية في الوطن العربي بل تعدت ذلك إلى تركيا، إيران، روسيا وأمريكا.

 

أختي الراحلة المقيمة د/ منى حداد كانت أمة بحق وحقيقة فلم يقتصر عملها على إنشاء الجامعة بل وهي تعلم مدى أهمية اللغات وأثرها في تسهيل الانفتاح على العوالم الأخرى والحضارات والشعوب والثقافات فكان تأسيسها لمركز اللغات في عام 1996م.

 

وبعلمها أن الإعلام هو السلطة الرابعة وتأثير الإعلام في المجتمعات فقد أنشأت مركزاً للتدريب الإعلامي. فيالها من امرأة ذات رؤية ورسالة، ويتأكد ذلك أيضا في سعيها لقيام مركز لحقوق الانسان في عام 1991م حقيقة كان لأختي الراحلة المقيمة ( Vision ولديها Mission ) فهي الضليعة والعليمة لما يدور في عالم اليوم عالم القولبة والعولمة فجاء اهتمامها بحقوق الإنسان وما أدراك ما حقوق الإنسان حيث الحقوق هي لفئة معينة دون الآخرين. حيث اختلت موازين العدالة وصار البقاء للاصلح ( survival for the fittest ) فجاء مركزها لحقوق الإنسان ليأخذ مكانه دعوة لتدعيم العدالة بين العالمين..

 

أختي الراحلة المقيمة د/ منى حداد كانت دوماً سنداً وعضداً لزوجها الراحل الشيخ فتحي يكن تغمدهما الله معا برحمته. وكانت معه في سبيل الدعوة وإعلاء كلمة الله وعندما سبقها إن شاء الله إلى ربه راضياً مرضياً حزنت لرحيله وتألمت لفراقه ولكنها صبرت وهي تمني النفس باللحاق به وأظنهما الآن معاً في الفردوس الأعلى من الجنان فإن كانت قد تركت الجنان هنا في الفانية فهي قد ربحت جنان الخلد في الباقية.

 

أختي الراحلة المقيمة د/ منى حداد كانت معنية ومهمومة بأمر المرأة والأسرة ليقينها أن المرأة هي روح الأسرة والآداة الفاعلة في التغيير الاجتماعي، فكانت أن أسست جمعية الرابطة النسائية الاسلامية بلبنان 1972م وكذلك مبرة الرابطة النسائية الإسلامية لرعاية الأيتام والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة عام 1981م وهي عضو الاتحاد النسائي الاسلامي العالمي وقد استضافت المؤتمر النسائي الاسلامي العالمي في بيروت عام 2000م وتم انتخابها أمرأة لعام 2000م ونائب رئيس مجلس امنائه عام 2001م كما إنها انتخبت وبالاجماع رئيس المجلس العالمي للعالمات المسلمات في عام 2010م إبان المؤتمر العام للاتحاد النسائي الاسلامي العالمي بطرابلس (لبنان) وهي تستضيف هذا المؤتمر بلبنان وللمرة الثانية. فجزاها الله عنا خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتها.

 

أختي الراحلة المقيمة د/ منى حداد بجانب اسهاماتها في مجال العمل الطوعي الاجتماعي الإسلامي لها أيضا اسهاماتها الفكرية فقد قدمت لذلك عدة مؤلفات كما ألقت عدة محاضرات حول قضايا المرأة والأسرة محلياً وإقليمياً وشاركت في عديد من المؤتمرات وتركت بصمات فكرها وعلمها بالداخل والخارج.

 

أختي الراحلة المقيمة د/ منى حداد اختتمت هذا السفر الكبير الحافل بالانجازات والعطاء الثر بلا منَ ولا حدود ورحلت في هدوء وسكينة من هذه الدنيا الفانية لكنها لم ترحل من دنيانا ووجداننا فستظل ساكنةً مستوطنةً في أعماق أعماقنا وعزاؤنا أنا جميعاً لاحقون بها فإلى جنات المأوى عند مليك مقتدر حيث طلح منضود وظل ممدود وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة. وآن لهذا الجسد ان يستريح ولهذه الروح الطاهرة أن تحلق في فضاءآت بارئها وتلحق بالأحبة محمد (ص) وصحبه وأن تكون في معيَة زوجها الشيح فتحي يكن فسلام عليكما في الخالدين.

 

وأخيراً اعزي نفسي وأسرتها أبنائها سالم، وايمن، عائشة، جنان ورابعة واختها د/ هدى حداد وجميع كوادر الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي خاصة البروفسير سعاد الفاتح البدوي صديقتها واختها وتوأم روحها وقد قام الاتحاد بنعي أختي في العديد من الصحف السودانية وموقع الاتحاد كما تلقى تعازيعا من كوادرنا عبر افرعنا في العالم .....

 

وختاماً استميح أمير الشعراء مرة أخرى وأقول:

 

وإنا لله وإنا اليه راجعون.

 

 

للمزيد من الصور انقر هنا...