مركز الأبحاث والتنمية

برنامج المؤتمر

 

مؤتمر البحث العلمي والتنمية في لبنان

الذي نظمه مركز الأبحاث والتنمية في جامعة الجنان

25-26 شوال 1424هـ

19-20 كانون أول (ديسمبر) 2003

جامعة الجنان

طرابلس – لبنان

 

أهداف المؤتمر وتوصياته:

لم يعد من الجائز أن تبقى المفاصلة سائدة ما بين الثقافة والعلوم التي تدرس وبين حياة الناس ومصالحهم وتطوير مجتمعهم وتنميته.

كما أنه لم يعد مقبولاً أن تقتصر العملية التعليمية على استعادة الماضي والاطلاع على تاريخ جهود آخرين في مجال التخطيط والاكتشاف والإبداع.

وليس مسموحاً أن تترك العشوائية تتحكم في مسرى حياة أوطاننا، والمفاجأة هي سيدة الموقف.. وحديث المنتديات عما في الأمس والأمس قبله..

لقد آن الأوان لإنشاء مراكز أبحاث وتفريغ باحثين من النوع الرسالي الذين يتعشقون الإبداع والابتكار واقتحام غمار الحياة ووضع حل لكل مشكلة ثم التخطيط لغد وما بعد غد.

تحت هذه المفاهيم تدعو إدارة مركز الأبحاث والتنمية في جامعة الجنان – الجامعات والكليات والمعاهد الجامعية لانتداب باحثين من قبلها للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يرجى منه أن يؤسس إلى برنامج في البحث العلمي والدراسات العليا لمدة خمس سنوات على الأقل.

** توصيات المؤتمر**
 

في جو مهيب، تحدوه آمال كبيرة، إنعقد المؤتمر الأول لمركز الأبحاث والتنمية في جامعة الجنان برعاية معالى وزير التربية والتعليم العالي النقيب سمير الجسر، وحضور كثيف لمختلف شرائح المجتمع الشمالي من نواب وممثلين عنهم ومسؤولين أمنيين وأساتذة جامعيين، ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة والنخبة العلمية والإجتماعية، وعلى مدى يومين 19-20/12/2003، قدم باحثون علماء أوراقهم وتمت مناقشات أثرت البحوث وزادت من مدارك الحاضرين والمشاركين في آن معاً، وفي النهاية أعلنت التوصيات التالية:

1- موجبات البحث العلمي:

- غدا سوف تفتح الحدود وتلغى الحواجز لمرور المنتج، سوف يلغى الدعم، وتمنع الحماية المحلية للمنتج الوطني... وعندها وحدها من يمتلك القرار هي مؤسسات البحث العلمي والتنمية الإنتاجية تصبح قادرة على إدارة المبادرة.
- لقد أصبح التفكير العلمي والمنهجية العلمية، يلعبان دورا هاما في حل المشكلات اليومية التي تواجه المجتمع بأفراده وجماعاته.
- على كل المؤسسات أن تتواصل مع بعضها لتواجه التحديات بشتى أشكالها، ولن يتقدم وطن يعمل كل فرد فيه بمفرده، أو تعمل مؤسسة من مؤسساته في واد.
- على التعليم الجامعي أن ينزل من أبراجه العاجية ليهتم إلى جانب البحوث العلمية الأكاديمية بالبحوث الميدانية والتطبيقية، وعندها يصبح له دور فاعل في التعرف على المشكلات الإقتصادية والإجتماعية، ويتحول إلى منشط لها أيضاً.
- إن المؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث هي الأقدر على تطوير المجتمع المحلي دون أن تترتب عليها تبعات ناشئة عن المصلحة الذاتية أو السياسية.
- إن القول والنظر وحدهما لا يكفيان، فالعمل وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس هو المحك لصحة ما يقوله البحث العلمي، وكي تصبح النظريات عملية لا بد من تبني المشاريع المنبثقة عنها، ولا بد من التمويل.
- ليكن معلوما أن أي بحث علمي ليس له نهاية، ولكن ما إن ينتهي إلى معلومة جديدة حتى يصبح أساسا لبحث جديد...
- إن أي بحث علمي لا بد أن يتضمن بوضوح إحتمالات الخطأ رغم العمل الدؤوب والحرص الكامل على إتمام الدراسة على أكمل وجه، وإن من لا يقبل الخطأ في تجاربه لن يصل إلى الصواب ولو مرة واحدة...
- هناك علاقة وطيدة بين البحث العلمي والاحتمالات، فالغاية من البحث مفترضة والفروض للوصول إليها محتملة أيضا.
- المعرفة العلمية المبنية على التجربة هي أصدق من المعرفة الناتجة عن الوصف والتحليل المنطقي...
- إن هدف البحوث التطبيقية معالجة مشاكل معينة أو التوصل إلى هدف معين مثل تحسين الإنتاج أو العملية الإنتاجية.
- يجب تخصيص 1 % من القيمة المضافة لتشجيع البحث العلمي.

2- الجامعة ومهمة البحث والتنمية:

- مهمة الجامعة الحديثة: توفير التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع.
- الجامعة هي عقل المجتمع، والبحث العلمي هو عقل الجامعات، والدراسات العليا هي أداته الأساسية التي تقود حركته وترشد حركة التنمية.
- إن الجامعات العربية لم تعترف بعد بالأهمية التي يستحقها البحث العلمي، فهي تنظر إلى الجامعات أول ما تنظر أن شغلها الشاغل تخريج الطلاب، دون أهمية البحث العلمي وتربية علماء كزاد للحاضر والمستقبل.
- إن جامعاتنا في أغلبها باتت إمتدادا للتعليم الأساسي.
- إلى متى تبقى المفاصلة بين الجامعات ومراكز البحث العلمي وواقع التنمية ومشكلاتها، فالمسؤولون عن التخطيط والتنفيذ قلما يستشيرون الجامعات ومراكز الأبحاث فيها.
- يجب أن تخصص أماكن في مؤسسات التعليم العالي لعدد من الشركات والمؤسسات الصناعية، لتتخذ مقار تتفاعل فيها ومن خلالها، مع الهيئات التدريسية والطلبة والمختبرات على دراسة المشكلات التي تواجه قطاعات الإنتاج المختلفة، وتعوق تطورها، ومن ثم تعمل على تقويم الحلول لها، وعند تعذر ذلك فإن على الجامعة أن تنتقل إليها عبر الباحثين فيها.
- إن المؤسسات الجامعية هي منطلق البحث العلمي، عليها وعلى مراكز الأبحاث والدراسات التابعة لها أو المتفرعة عنها، أو المستقلة، تقع مهام البحث والتخطيط والاستشراف المستقبلي لكل ما يفيد المجتمع على صعيد الوطن كله.
- ما فائدة الجامعة إذا كانت تعرف ماذا في الصين ولا تعرف ماذا يوجد في المحيط المجاور لها، ثم أين مصداقيتها إذا تجاهلت واقع المجتمع المحلي؟
- أين دور آلاف الجمعيات والمؤسسات، هل تعرف شيئا عن مجتمعها المحلي أو المحيط بها؟، ما جدوى وجودها؟
- يجب الحث على ولوج طريق المعرفة الكسبية وعدم الإعتماد على المعرفة الإسلامية كما حصل لقرون مضت.

3- الإعتناء بالباحثين وتربية العلماء:

- يواكب الباحثون المنتجين ويساعدونهم في حل مشكلاتهم، وخصوصا الطارئ منها والمستجد أو ما تطرحه تطرحه تقنيات الآخرين على أرضهم وتدعوهم للتحدي.
- إن الترابط بين الباحثين والمنتجين لن يكون بدون مقابل.
- على مراكز الأبحاث مواكبة الإنتاج المحلي للتعاون على حل المشاكل المستجدة.
- غالبا ما يكون المبدع مفلسا والمرور من الفكرة إلى النموذج الأولي يتطلب كثيرا من الجهد وكثيرا من التجارب ومن الهدر في المادة.
- يجب إعادة تحسين الأجواء أمام الباحثين كي تتوقف:
1 – ظاهرة القنوط والعزلة وغياب الدينامية في العمل والعطاء.
2 – ظاهرة الهجرة إلى البلدان المتقدمة.
- وجوب الإعتناء بذوي الكفاءات على حد قول علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: " فاستوص بذوي الصناعة وأوص بهم خيرا".
- وجوب الإتقان في العمل على حد قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
- يزيد الدخل الفردي في المجتمع بارتفاعات إنتاجية العوامل الكلية الناجم عن الابتكار التقني والتنظيمي وعن التحسينات الملاحظة في المهارات والمعارف الإنسانية المعززة بدورها إلى رأس الأموال المستثمرة في البحث والتعليم (رأس مال غير مادي).
- تأمين بيئة مناسبة تمكن الباحثين من أداء عملهم في ظل اكتفاء مادي ومعنوي وبتأمين كل المستلزمات التكنولوجية المتعلقة بمجال البحث المراد إجراؤه.
- الإهتمام بالعلماء والخبراء والعمال المهرة باعتبارهم ثروة وطنية وتأمين المناخ الملائم لهم للإفادة منهم والحؤول دون هجرتهم.
- يجب التواصل مع الباحثين المهاجرين، وتأسيس وسائل اتصال دورية جذابة لهم.
- إن مهمة الأستاذ الجامعي التعرف على المجلين من الطلاب والأخذ بيدهم والإعتناء بهم ليكونوا علماء في المستقبل.

4- مهمة المؤسسات المدنية في البحث والتنمية:

- إن العالم العربي والإسلامي مازال يفقد إدراك الأهمية الإقتصادية للبحث العلمي، كما يفتقد التكامل في الأداء لتغطية النواقص في هذا المجال. فالبلدان العربية بحاجة إلى تكامل وانفتاح فيما بينها لخدمة البحث العلمي ودعمه وتأكيد أهميته الإستثمارية لتحقيق كثير من النتائج الطيبة في اتجاه خدمة التنمية والرفاه.
- يجب إيجاد آلية لتنفيذ توصيات الندوات والمؤتمرات.
- يقاس المجتمع المحلي بما فيه من مؤسسات، والمجتمع المفتقر لها مجتمع متخلف.
- توجد حاجة ملحة إلى أبحاث في الصناعة تخفض الكلفة وترفع من جودة المنتج.
- التنمية الناجحة هي النابعة من واقع المجتمع، المدركة لخصوصياته الأصلية... بعيدا عن التقليد الأعمى وعن الصدمات والتقلبات السريعة.
- يجب أن تفرد دراسة خاصة لمصير اليد العاملة التي باتت مهددة من التقدم التكنولوجي الحديث.
- إن العالم المعاصر يشهد منافسة بالجودة في السلعة.
- إن الشراكة بين الدولة والشركات والجامعات باتت ضرورية للاهتمام بالبحث العلمي.
- توجد علاقة قوية بين أزمة عملية التنمية في العالم العربي والسياسات العلمية والبحثية.
- وجوب الاستعداد للمنافسة العالمية وعدم الاقتصار على المنافسة الإقليمية.
- يجب زرع ثقافة جديدة بدلا من القديمة، التي مفادها أن صبرك على شراء واستهلاك المنتج المحلي هو طريق التحرير والاستغناء وتأكيد الهوية الوطنية، والطريق إلى الوصول لسعر أرخص للسلعة المحلية عند زيادة استهلاكها، بينما العكس هو السبيل إلى الاستعباد وسلب كل وجود وكرامة واستقلال.
 

مدير مركز الأبحاث والتنمية

في جامعة الجنان

أ.د. علي لاغا

 

 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تاريخ التحديث : Thursday, 17. November 2005

Copyright © 2002. Jinan University (IT Department)

سؤال أو إقتراح ؟ ، إتصل بنا >>>